نزار قباني : بقلم د. خالد ياسين

يتمتع نزار قباني برنين «الحضور»، بحضوره الآسر، باستحواذه على المتلقي، أقصد بغياب الشعر وحضور الشاعر، هذا لايعني أن قصيدة نزار قباني لا أهمية لها بقدر ما أن رنين الاسم والجسد والصوت يعصف بحضور القصيدة؛ ليكون الحضور حضور الشاعر، فتأتي القصيدة إلحاقاً لهذا الحضور الباذخ، كما لو أن حضور الشاعر هو القصيدة، فالقصيدة لا تعرف الاستقلالية عن جسد الشاعر، عن جسده الحاضر، عن حضور جسده، عن صوته، تنفسه؛ ولهذا لا غرابة في القول: إن قصيدة نزار ما فتئت سليلة الصوت والرطوبة، قصيدة المعنى الواضح، القصيدة التي تفسر نفسها بنفسها، القصيدة التي تغفو ما أن يغفو الشاعر، إذ تكتسب القصيدة معناها، دلالاتها من الشاعر ذاته، هذا التطابق بين الشاعر وقصيدته هو الذي يفسر قوة الرنين الذي يتمتع به نزار قباني في ذاكرة المتلقي.

© By WebTix